منتدى عمى البحراوى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات اهل البيت
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
A7MaD
Admin
A7MaD


عدد المساهمات : 289
تاريخ التسجيل : 12/08/2009

مدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي Empty
مُساهمةموضوع: مدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي   مدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي Emptyالسبت سبتمبر 19, 2009 6:47 am

مدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي A61

مدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي

نهاد خياطة

التصوُّف هو أن تعبد اللهمدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي J، لا طمعًا في ثواب، ولا خوفًا من عقاب، بل أن تعبد الله حبًّا في الله – مما يعني انتفاء الغرض؛ وهو ما تقتضيه طبيعةُالإخلاص. بذلك ينهض التصوف على ركن أساسي هو الحب والإخلاص فيه. ومن هنا كان قول رابعة العدوية تخاطب اللهمدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي T:

أحبك حبين : حب الهــوى***وحـبًّا لأنَّـك أهـلٌ لِذاكـا
فأما الذى هو حب الهـوى***فشُغلي بذكرك عمَّن سـواكا
وأما الذى أنت اهل لــه***فكَشْفُك ليَ الحُجْبَ حتَّى أراكا

وباعث الحبِّ جمالٌ في موضوعه يأتي مطابقًا لما عند المحبِّ من جمال في ذاته العاشقة. فأنت، في الحقيقة، لا تحب سواك؛ فما ثَمَّ إلا محب ومحبوب. فالجمال الذي تراه في محبوبك هو انعكاس لجمال فيك؛ فهو فعل إسقاط projection منك إليه. والجمالات التي تتمرأى في الطبيعة، من جبال شامخة، وعيون جارية، وأودية ممرَعة، ما هي إلا مجالي أسماء الله الحسنى.
يميِّز الصوفية نوعين من أسماء الله الحسنى: أسماء الجمال، كالرحيم والغفور والتوَّاب والشَّكور، وأسماء الجلال، كالجبار والمتكبِّر والقاهر والعظيم. والمؤمن مدعوٌّ إلى الاتِّصاف بأوصاف الجمال، والنأي بنفسه عن أوصاف الجلال؛ ففي الحديث القدسي: "الكبرياء ردائي والعظمة إزاري؛ من نازَعَني فيهما قصمتُه."
وكما أن المحبَّ، عندما يحب، لا يحب عن اختيار، فكذلك الصوفي، عندما يتصوف – أي عندما يحب الله مدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي T– لا يحب هو أيضًا عن اختيار. فالمحبة، ابتداءً، تأتي من اللهمدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي J، لأنه هو يبدأ الإنسانَ بالمحبة، فيكون محبوبًا قبل أن يكون محبًّا (كما أن المريد مُُُُراد قبل أن يكون مريدًا). ذلك لأن المحبوب يجذبك إليه قسرًا عنك لكي تحبَّه. وهذا الانجذاب يُخرِجُك عن نفسك ويزرعك في محبوبك، بحيث توجد في محبوبك، لا في نفسك. الوجود في المحبوب هو ما يُعبَّر عنه صوفيًّا بـ"الفناء عن السوى" و"البقاء في الله"، أو بـ"الفناء عن الخلق" و"البقاء في الحق". بعبارة أخرى، إن الحبَّ ضَرْبٌ من الموت: موت المحبِّ في نفسه، أو عن نفسه، وانبعاثه في محبوبه. ومن هنا قول أبي القاسم الجنيدمدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي Qaddas، شيخ الصوفية، في معرض تعريفه للتصوف: "هو أن يميتك الحقُّ عنك ويحييك به" – أي أن يميتك الحقُّ عن نفسك ويحييك خلقًا آخر، أقوى وأجمل مما كنت فيه قبل موتك. ولعل هذا يتقاطع مع ما يُعرَف في المسيحية بـ"الولادة الثانية"، وهي ولادة روحية – وكلُّ ولادة روحية هي، في نظرنا، ولادة من عذراء!
وليس يبعد عن هذه الجدلية – جدلية الحياة والموت – قولُ بعضهم بأن التصوف يقوم على دخول صفات المحبوب على البدل من صفات المحب. وهذا لا يتم إلا بعد أن يصبح العبد مع اللهمدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي T بلا علاقة: بلا علاقة دنيوية تقدح في إخلاص حبِّه للهمدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي J، من مثل متابعة أهواء النفس والانقياد إلى وساوس الشيطان. كثيرًا ما نسمع مَن يقول: "فلان قتلني، أو فلانة قتلتْني، حبًّا." هذا القول ينبغي أن نفهمه، لا مجازًا، بل حرفيًّا وحسيًّا؛ وذلك لأن المحبوب ينتزع من محبِّه حقيقةَ وجوده وينقلها إلى حيث المحبوب؛ وهذا، بدوره، يعاني من نفس انعدام الوجود. أي أن كلاً من المحبِّ والمحبوب ينتزع وجودَ محبوبه وينقله إليه تبادليًّا: فالمحبوب لا وجود له بنفسه؛ والمحب أيضًا لا وجود له بنفسه. فأين هما؟ لقد أصبحا حقيقة واحدة، وجودًا واحدًا‍! ولعل هذا ما أراد أن يعبِّر عنه جِران العَوْد النميري في قوله:
وأبدى الحبُّ خافيةَ الضَّميرِ *** كلانا يستميتُ إذا التقينا
ونخـلط ما نموِّت بالنشورِ *** فأقتلها وتقـتلُني ونـحيا
أين يوجد الإنسان؟ هل يوجد في نفسه أو ذاته، أم يوجد في اللهمدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي T؟ لقد أوْهَمَه وعيُه لذاته أن له وجودًا مستقلاً عن اللهمدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي J. وهذا الوعي الذاتي هو ما اصطُلِحَ على تسميته في اللاهوت المسيحي بـ"الخطيئة الأصلية": الخطيئة التي أحدثتْ فجوةًً بين اللهمدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي J والإنسان. وهذا الوعي الذاتي هو أيضًا مَناط التكليف: إذ لولا الوعي لما كان نَهْيُ الله لآدم عن الأكل من الشجرة المحرَّمة – وهي "شجرة الخير والشر"، على حدِّ رواية التوراة.
من هنا كان من أهداف التصوف – وهو أيضًا من أهداف الشريعة – رَدْمُ الهوَّة بين اللهمدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي T والإنسان والعودة (التوبة) إلى الحال التي كان عليها "قبل أن يكون"، على حدِّ تعبير الصوفية – لكن هذه المرة مع إقرار منه بأنْ ليس له وجود منفصل عن اللهمدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي T – العودة إلى حيث ينعدم التناقض، ويسود انسجام كوني وسلام دائم؛ وهو ما يمكن أن نسميه "الحالة الفردوسية"، حيث "تحيتهم فيها سلام".
كذلك إن من أهداف التصوف تنميةَ البُعد الإلهي في الإنسان. ويتمثل هذا البُعد في "نفخة الروح" التي أوْدَعَها اللهمدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي T الإنسانَ عندما أشْهَدَ الملائكةَ على خلق آدم قائلاً: مدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي )إني خالقٌ بشرًا من طين. فإذا سوَّيتُهُ ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدينمدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي (. وغنيٌّ عن البيان أن هذا السجود إنما كان للـروح التي نَفَخَها اللهمدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي T في ذلك الجسد الفخاري، لا لآدم المخلوق من طين. وهذا الروح المودع في الجسد إما أن ينمو وإما أن يضمر؛ ونموُّه أو ضــموره خاضـع لإرادة الإنسـان واخـتياره بين الخير والـشر. يـقول تــعالىمدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي ) ونفس وما سوَّاها فألهمها فجورها وتقواها. قد أفلح من زكَّاها وخاب من دسَّاهامدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي (. فالتصوف، من هذه الناحية، يلتقي مع سائر الأديان، من حيث إنها تهدف إلى الارتقاء بالإنسان إلى ما فوق شرطه البشري، الذي يتمثل في الخضوع إلى غرائز حبِّ التملك والسيطرة والانغماس في ملذات البطن والفرج إلخ.
على أن البُعد الإلهي يحتاج – بالإضافة إلى التخلص من الآفات المذكورة – يحتاج أيضًا، كي ينمو ويكبر، أن ترعاه الطقوس والصلوات والأوراد والأدعية، حتى يشيع في كلِّية الإنسان، في كلِّ ذرة من ذراته، وكلِّ خلِّية من خلاياه، بحيث يصير اللهمدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي Jسمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يسعى بها، كما جاء في حديث "قرب النوافل"، الحديث القدسي المشهور.
على أن طريق الحبِّ الذي يستثيره في قلب الإنسان توهُّجُ انعكاس الأسماء الجمالية على الأشياء والأشخاص إنما هو أحد بُعْدين من التجربة الصوفية؛ وهو لا يُغني عن التصرف على البُعد الآخر – وهو الأهم عند ر. غينون وف. شووُن – ألا وهو بُعد المعرفة أو العرفان gnosis، الذي يتحقق عندما تتوالى على الصوفي وارداتُ الأسماء الجمالية والجلالية، بما يتيح له معرفةَ اللهمدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي T من خلال مجالي أسمائه الحسنى "في الآفاق وفي الأنفس"، عندما ينطق كلُّ شيء بأحد أسمائه أو بجملة من أسمائهمدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي T، عندما يعرف اللهُمدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي J نفسَه من خلال معرفة الصوفي له، تمامًا مثلما يحب اللهُمدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي J نفسَه من خلال حبِّ الإنسان له. وهذا هو الهدف من الخلق: أن يعرف الإنسانُ ربَّه من خلال تعريف اللهمدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي J له بنفسه، وأن يعرف اللهُمدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي T نفسَه من خلال معرفة الإنسان للهمدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي J. يقول اللهمدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي Tمدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي )وما خلقت الجنَّ والإنس إلا ليعبدونمدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي (. يقول ابن عباسمدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي Rh"إلا ليعرفون"، تفسيرًا لختام الآية السابقة. وفي حديث قدسي (غير ثابت) يتناقله الصوفيون، يقول اللهمدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي T:كنت كنزًا مخفيًّا، فأحببت أن أُعرَف، فخلقت الخلق، فبي عرفوني. لكن عدم ثبوت هذا الحديث لا يقدح في صحة مضمونه، من حيث إن باعث الخلق حبٌّ فاض عن إنائه، حتى كَشَفَ عن مكنونات ذاته في هيئة كائن تجتمع فيه جميع الأسماء الإلهية ("الإنسان الكامل")، هو آدم وحواء، أو "حوادم"! وهذا ما ذهب إليه الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربيمدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي Qaddas في فصوص الحكم إذ يقول (من "فص حكمة إلهية في كلمة آدمية"):
إن رؤية الشيء نفسَه بنفسه ما هي مثل رؤيته نفسَه في أمر آخر يكون له كالمرآة؛ فإنه يُظهِر له نفسَه في صورة يعطيها المحلُّ المنظور فيه مما لم يكن يظهر له من غير وجود هذا المحلِّ ولا تجلِّيه له.



المصدر: موقع معابر
حلب، 1 ربيع الأول 1423/ 12 أيار 2002
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bahrawy.yoo7.com
محب ال البيت

محب ال البيت


عدد المساهمات : 564
تاريخ التسجيل : 19/09/2009

مدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي   مدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي Emptyالأحد أكتوبر 11, 2009 12:55 am

مدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي 448145
مدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي 94661
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
البحراوى صبرى عبيد




عدد المساهمات : 119
تاريخ التسجيل : 20/09/2009

مدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي   مدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي Emptyالأربعاء يونيو 23, 2010 2:44 pm




جزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مدخل نظري إلى التصوُّف الإسلامي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التصوف في الفكر الإسلامي
» التصوف في الفكر الإسلامي
» تأملات في الغضب الإسلامي
» مصادر التصوف الإسلامي
» التصّوف الإسلامي، مفهومه وأصوله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى عمى البحراوى :: الفئة الأولى :: التصوف الاســــــــــلامـى-
انتقل الى: