توبة السري السقطي

الشيخ أحمد المقرئ
« قيل لسري السقطي قدس سره ما كان سبب توبتك قال كنت تاجراً فركبت مركباً في الفرات وكان الماء عالياً فبينما نحن نسير نصف الليل سمعت صوتاً يقول يا ملاح قدم فقال الملاح هذا موضع كثير اللصوص فسرنا تلك الليلة واليوم إلى الليل ، فلما جن الليل وإذا نحن بالصوت فقلت واعجباً نحن قد سرنا في هذه الليلة واليوم أكثر من أربعين فرسخاً أترى هذا الصوت كان معنا في المركب قال فنادى ذلك الصوت يا سري قل له يقدم فقلت له قدم فقال يا مولاي هذا موضع كثير اللصوص فقلت المال الذي معك هو لي ، فإن أخذ قطعت في حلٍ منه قال فقدم المركب فنزل معنا شباب عليه مرقعة فلما اطلع الفجر توضأ وصلى و لم يطق فلما جاء وقت الظهر قال يا سري قلت نعم قال الساعة أنا ميت فغسلني وادفني هاهنا وخذ هذه المرقعة اتركها معك فإذا وصلت إلى بغداد فأول ما يلقاك فارس جندي تركيّ عليه هيئة الجند فناوله هذه المرقعة قال ثم قال ثم إلى صلاة الظهر فلما فرغ مد يديه ورجليه فمات قال شري فغسلته وكفنته ودفنته فما وصلت إلى بغداد نسيت ما قال لي الفقير والمرقعة في قماشي فلما طلع قماشي من المركب ركبت الدواب وسرت إلى قريب بغداد ، وإذا أنا بفارس حدثٍ عليه ثياب الجند ، فلما رآني أسرع إلي ، وقال يا سري هات الوديعة قال فغشى علي فلما افقت ناولته إياها ثم رميت كلما معي وتجردت وأخذني وجد وعمت فجعل يمشي قريباً مني ثم نزل فلبس المرقعة تحت القبا وصلى الله تعالى ركعتين ودمعت عيناه ، ثم ركب حصانه فقلت له قد رأست يا أخي ما تركت بسببك ، فبالله عليك عرفني من أنت فقال نحن قوم غرباً نعامل الله تعالى على نية حفظ ا لأسرار لا يعرفنا إلا بعضنا بعضاً » .

المصدر: الشيخ محمد بن أبي العباس أحمد المقرئ – مخطوطة بستان الصادقين ونزهة المتقين – ورقة 109أ – 109ب

ارجو الرد

Admin عدد المساهمات : 289 تاريخ التسجيل : 12/08/2009

» توبة شاب بعد أن رأى يوم القيامة